كان لجاست فونتين تأثير كبير في السويد 1958

جاست فونتين هو أسطورة في كرة القدم الفرنسية. لدرجة أنهم أطلقوا اسمه على المدرج في استاد فرنسا. كان المهاجم الجزائري أحد أهم لاعبي المنتخب الفرنسي في حملتهم الناجحة لكأس العالم 1958. وسجل ستة أهداف، وهو رقم لا يزال رقما قياسيا للاعب فردي في بطولة كأس العالم واحدة. ولد جاست فونتين في 21 مايو 1932 بوجدة بالمغرب. بدأ حياته المهنية كلاعب خط وسط مهاجم ولعب لعدة أندية في فرنسا، بما في ذلك AS ستراسبورغ وإف سي غرونوبل. مع هذه الفرق اكتسب أيضًا خبرة في اللعب على مستوى عالٍ. ومع ذلك، جاءت أكبر فرصة له عندما انضم إلى أولمبيك ليون في عام 1953، حيث سجل 121 هدفًا في ثلاثة مواسم وأصبح هداف الفريق على الإطلاق.

فرنسا في كأس العالم 1958

المنتخب الفرنسي عام 1958 كان فريقاً في مهمة. لقد احتلوا المركز الثاني في عام 1950 ويعتقد الكثيرون أنهم لم يحالفهم الحظ بالخسارة في مثل هذه المباراة المتقاربة أمام الأوروغواي. الآن، في عام 1958، كان الفريق الفرنسي يضم العديد من الأسماء المألوفة وبعض الوجوه الجديدة. كان الكابتن هو حارس المرمى وحارس مرمى باريس سان جيرمان جاك سوبودا. في قلب الدفاع كان هناك روبرت جونكيه ذو الخبرة والشاب من ليل ريموند جاكيه. الظهيران هما روجر بيانتوني من نيس وجاك فوليت من بوردو. في خط الهجوم كان هناك جاست فونتين، وهنري كريستيا، وريموند برين، وروبرت هيربين. التغيير الوحيد من تشكيلة كأس العالم 1950 كان استبدال جاكيه بالمصاب روجر جارو.

دور الـ16 أمام السويد

كانت المباراة الأولى في مسابقة 1958 ضد المنتخب السويدي. بدأ المنتخب الفرنسي بخطة 3-2-3، مع سوبودا في حراسة المرمى، وجاكيه وهيربين في مركز الظهير، وجونكيت، وجاكيه، وبرين في قلب الدفاع. في خط الهجوم، كان لديهم فونتين مع كريستيا وهيربين. بدأت المباراة بطيئة وسيطرت السويد على اللعب لبعض الوقت، لكن المنتخب الفرنسي دخل المباراة ببطء وتقدم. وذلك بفضل هدف كريستيا في الدقيقة 23. قبل نهاية الشوط الأول مباشرة، أدركت السويد التعادل ودخل الفريقان الاستراحة بشروط التعادل. وجاء الشوط الثاني مختلفا حيث سيطرت فرنسا على المباراة وسجلت ثلاثة أهداف. الأولان كانا من فونتين في الدقيقتين 51 و61، والثالث من هيربين في الدقيقة 81، لتمنح فرنسا الفوز 3-1 ومكاناً في ربع النهائي.

ربع النهائي أمام ألمانيا الغربية

في ربع النهائي، لعبت فرنسا مع بطل العالم، ألمانيا الغربية. وكانت هذه هي المباراة التي كان الجميع ينتظرها، حيث كان هذان الفريقان المرشحان للفوز بالبطولة. أقيمت المباراة في يوم حار أمام 90 ألف متفرج. وتوقع الكثيرون فوز الفرنسيين، لكن المباراة لم تسر في صالحهم. وسنحت للألمان فرص أفضل وسيطروا على المباراة حتى سجلوا أخيرا في الدقيقة 63. حاولت فرنسا التقدم، لكنها أهدرت الكثير من الركلات الحرة والركنيات، والتي استخدمها الألمان بشكل جيد. وأتيحت لفرنسا بعض الفرص للتسجيل لكنها لم تستغلها، وسجل الألمان مرة أخرى في الدقيقة 78. وجاءت الفرصة الفرنسية الأخيرة في الدقيقة الأخيرة من المباراة، ولكن بعد فوات الأوان.

نصف النهائي ضد البرازيل

وخرجت فرنسا من البطولة، لكن لا تزال أمامها مباراة أخرى أمام الدولة المضيفة، البرازيل. كانت هذه فرصتهم الأخيرة ليُظهروا للعالم مدى كفاءتهم، ولم يخيبوا ظنهم. أقيمت المباراة أمام جمهور مكتظ ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو. أظهر الفرنسيون أنهم فريق لا يستهان به، وخلقوا العديد من الفرص للتسجيل. وكان الفريق الأفضل في الشوط الأول، لكن النتيجة ظلت 0-0. وفي الشوط الثاني، عزز الفرنسيون أسلوب لعبهم وخلقوا المزيد من الفرص. لقد ضربوا العارضة والقائمين عدة مرات، لكن البرازيل كانت تدافع بشكل جيد في أغلب الأحيان. وفي الدقيقة 68 سجلت فرنسا هدفا. لقد كان هدفًا سيئ الحظ للغاية بالنسبة للبرازيليين، حيث اصطدمت الكرة بأحد المدافعين وحلقت فوق حارس المرمى البرازيلي جيلمار. وحاول البرازيليون كل ما في وسعهم لتحقيق التعادل، لكن الدفاع الفرنسي كان حازماً وحافظ على فوزه 1-0.

خاتمة

يعد جاست فونتين أحد أفضل لاعبي كرة القدم الفرنسيين على الإطلاق، وقد أظهر ذلك في كأس العالم 1958. في دور المجموعات، سجل أربعة أهداف لمساعدة فرنسا على احتلال المركز الأول في المجموعة، وفي مرحلة خروج المغلوب، سجل هدفين آخرين، وهو رقم قياسي فردي لبطولة واحدة. وصلت فرنسا إلى الدور نصف النهائي، حيث خسرت أمام البرازيل، لكنها تركت بصمتها على البطولة. تمت مكافأة فونتين على أدائه من خلال اختياره أفضل مهاجم في البطولة. كما حصل على المركز الثالث مناصفة في جائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في البطولة. تظهر هذه الجوائز أنه كان أحد أفضل اللاعبين في كأس العالم 1958.